شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
الإيمان قول وعمل
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمه الله تعالى- الحديث الخامس: عن سفيان بن عبد الله الثقفي اسم> قال: رسم> قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: قل آمنت بالله ثم استقم متن_ح> رسم> رواه مسلم اسم> .
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه هذا من الأحاديث الجامعة، مع اختصاره وقلة لفظه فإن معناه معنى غزير.
وهذا الصحابي -رضي الله عنه- أراد وصية مختصرة مفيدة يعمل بها فيكتفي بها عن أن يسأل غيرها، ولكنها في باب المواعظ لا في باب الأحكام؛ لأن الأحكام يعرفها ويعرف أركان الإسلام، ويعرف أركان الصلاة وأركان الطهارة، وأركان وجوب الزكاة، ويعرف أحكام الصيام والحج والجهاد وما أشبهه ذلك، ويعرف الحلال والحرام من المحرمات التي حرمها الله كالربا والزنا وشرب الخمر والقتل والسرقة وما أشبهه.
ولكن أراد كلمة موجزة يكون لها معنى يستحضره دائما، ويكون من آثارها أن من عمل بها استفاد، وسعد في الدار الدنيا وفي الدار الآخرة: رسم> قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك متن_ح> رسم> أي قولا مختصرا أكتفي به في عملي في هذه الحياة الدنيا.
قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> قل آمنت بالله ثم استقم متن_ح> رسم> وهكذا أرشده رسم> قل آمنت بالله ثم استقم متن_ح> رسم> قيل: إن هذا مأخوذ من الآية الكريمة في سورة الأحقاف: رسم> إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قرآن> رسم> فإن من قال: ربي الله لزم أن يؤمن بالله، وإذا آمن بالله لزم أن يعبد الله، وعبادة الله يدخل فيها طاعته في فعل الأوامر وترك المحرمات، وكذلك إذا قال: آمنت بالله؛ يعني صدقت بأن الله ربنا، وأنه الإله الحق، وأنه المستحق لأن يعبد، وأن يشكر ويحمد، والمستحق لأن يفرد بجميع أنواع العبادة.
مسألة>